نبذة عن
معارض إكسبو

رحلة من المعرفة في انتظاركم! اكتشفوا هنا تاريخ معارض إكسبو الدولية، وتعرفوا إلى رحلة إكسبو 2020 دبي والفرص الجديدة التي يصنعها هذا الحدث الدولي أثناء انعقاده وبعد أن يغلق أبوابه.

إكسبو عبر التاريخ

على مدار 170 عاما، شكلت معارض إكسبو الدولية منصة لاستعراض أهم الابتكارات التي رسمت ملامح العالم الذي نعرفه اليوم.

1851 - 2015

حقق هذا المعرض أرباحا هائلة ساهمت في تأسيس متحف "فيكتوريا وألبرت" ومتحف "التاريخ الطبيعي" في لندن. ولا تزال المنح الدراسية التي أنشأها منظمو الحدث تُقدَّم حتى يومنا هذا، إذ مولت ما لا يقل عن 13 فائزا بجائزة نوبل، الأمر الذي عزز مكانة المملكة المتحدة في مجال البحث والتطوير.

منح الإمبراطور نابليون الثالث وسام جوقة الشرف الفرنسي إلى تشارلز غوديير عن ابتكاره للمطاط المفلكن الذي قدمه خلال المعرض العالمي في باريس عام 1855. والفلكنة هي عملية كيميائية تعزز من خواص المطاط، وقد ساهم ابتكارها في استخدام المطاط في صناعة الكثير من المنتجات الأساسية، مثل: الملابس والأحذية والكرات والقبعات والعوامات والمظلات وإطارات السيارات المتينة.

عرض تشارلز باباغ في إكسبو 1862 بلندن المحرك التحليلي الذي شكّل فيما بعد الأساس لتطوير الحاسوب الميكانيكي. وقد كان هذا المحرك نسخة أكثر تطورا من "مكنة الفروق" التي لم يُسمح لباباغ عرضها في المعرض العظيم عام 1851.

يرجع جزء كبير من النجاح المتواصل الذي حققته العلامة التجارية الفاخرة لويس فيتون إلى سجلها الحافل بالمشاركات في المعارض العالمية. وقد فازت حقائب السفر التي أنتجتها الشركة بميدالية برونزية في هذا المعرض الدولي بسبب شكلها المستطيل ومتانتها التي تجعلها قابلة للتكديس، الأمر الذي جعلها من أفضل الحقائب المثالية للسفر.

حين عرض ألكسندر غراهام بيل أول هاتف في العالم في المعرض المئوي، اندهش إمبراطور البرازيل دوم بيدرو حينها قائلا: "يا إلهي، إنه يتحدث!". وبينما كان المنافسون يحاولون تطوير جهاز التلغراف، جاء الهاتف ليقلب المعادلة ويحقق نجاحا كبيرا بفضل قدرته على نقل الصوت البشري عبر مسافات طويلة، الامر الذي عزز مكانة بيل في تاريخ الاتصالات.

في إكسبو 1878 وبعد 19 عاما فقط من حفر أول بئر نفط، عرض أوغستين موشوت أول جهاز قادر على جمع الطاقة الشمسية. وقد استخدم موشوت المرايا لتكثيف أشعة الشمس الضاربة على وعاء نحاسي أسود مليء بالمياه. ونتيجة لذلك، تبخرت المياه واستُخدم البخار الناتج في تشغيل وحدة تبريد أنتجت قطعا من الثلج، وظهرت بذلك أولى بوادر الطاقة المتجددة.

كان معرض ملبورن العالمي أول إكسبو دولي يُنظَّم في نصف الكرة الجنوبي. استضاف الموقع الرئيسي للمعرض أول برلمان لأستراليا في عام 1901، وتحوّل إلى مستشفى ميداني أثناء جائحة الإنفلونزا الإسبانية في الفترة بين 1918 و1920، وفي الآونة الأخيرة أصبح مكانا لتنظيم الفعاليات. وقد تم إدراج المبنى في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

إن برج إيفل الذي أصبح اليوم رمزا لفرنسا، كان أكثر المعالم تمييزا لمعرض عام 1889، ولكنه لم يحظَ بالاهتمام على الفور حينذاك، بل اعتبره كثيرون برجا "غير مكتمل ومُربكا ومشوها". وقد فاز تصميم البرج بتصويت الحكام في مسابقة شارك فيها أكثر من 700 تصميم، بما في ذلك مخططات لمرشة ري فعالة وتصميم مقصلة بارتفاع 300 متر.

في هذا المعرض، تنافس كل من توماس إديسون ونيكولا تيسلا في الترويج لاختراعاتهما في مجال الكهرباء. فبينما حاول إديسون إقناع الناس بمزايا التيار المستمر، كان تيسلا يروج بشدة لمزايا التيار المتردد. وفي النهاية فاز تيسلا، وأصبح التيار المتردد معيارا وطنيا معترف به في الولايات المتحدة.

عُقدت بعضٌ من أولى مسابقات الألعاب الأولمبية في العصر الحديث في معارض إكسبو الدولية. وكانت البداية في معرض باريس عام 1900، ومن بعده معرض شراء لويزيانا عام 1904، حيث استضاف المعرضان مسابقات الألعاب الأوليمبية باعتبارها جزءا من برامجهما. وشملت الألعاب الرسمية عام 1900 لعبة البولو والكروكيه وكرة الباسك المعروفة أيضا باسم الجاي ألاي.

شكلت الحاضنات الاصطناعية أكثر الاختراعات إبهارا في معرض إكسبو في سانت لويس عام 1904. ودفع الحاضرون رسوما نقدية للدخول ومشاهدة هذه المعجزة العلمية، حيث شاهدوا أطفالا خدج يعيشون ويكبرون وينمون داخل أجهزة آلية ثورية، فيما كان الأطباء حولهم يراقبون تطورهم.

أثار إكسبو 1906 ضجة وجذب انتباه العالم إلى آلة الإسبريسو الجديدة. ولا يخفى على أحد فضل هذه الآلة المبتكرة في إيقاظ وإعادة النشاط لملايين الناس والعاملين في جميع أنحاء العالم إلى يومنا هذا. وقد ساهمت الآلة في رفع قيمة سوق القهوة العالمي إذ يبلغ حوالي 374 مليار درهم (ما يعادل 102 مليار دولار أمريكي).

في عام 1915، ازدحمت شركة "إيه تي آند تي" للاتصالات بالزوار في قاعة مليئة بأجهزة استقبال هاتفية ليشهدوا إعلان أول مكالمة هاتفية عابرة للقارات. وقد سمحت أجهزة الاستقبال للحضور بسماع الأشخاص الذين يتحدثون في نيويورك على بعد 4800 كيلومتر من مدينة سان فرانسيسكو المضيفة لمعرض إكسبو.

صمم كل من لودفيغ ميس فان دير روه وليلي رايش الجناح الألماني في إكسبو 1929 ببرشلونة، وأثر الجناح بشكل كبير على الفن المعماري. فُكك المبنى البسيط المصنوع من الزجاج والفولاذ وأربعة أنواع من الأحجار، والذي عُرف لاحقا باسم جناح برشلونة، بعد انتهاء الحدث، ثم أعيد بناؤه مرة أخرى في الثمانينيات.

بينما ركزت معارض إكسبو الدولية السابقة على المنتجات، بدءا من أجهزة الفاكس وصولا إلى العلكة، ركز إكسبو 1933 في شيكاغو على التنبؤ بالمستقبل عبر تصميم أجنحة تضمنت شكل المنزل المستقبلي. واشتمل هذا المنزل الفولاذي على الكماليات في ذلك الوقت، مثل مكيف هواء وغسالة صحون ومرآب.

بعد أن بدأت ملامح الحرب العالمية الثانية تلوح في الأفق، أصبح أشهر إرث لإكسبو 1937 هو تأمل الحرب ذاتها في لوحة بابلو بيكاسو "غرنيكا". إذ يصور بيكاسو تدمير مدينة غرنيكا الواقعة في إقليم الباسك. ولا تزال اللوحة تحتفظ بقدرتها على إثارة مشاعر الانزعاج لدى كل من يشاهدها حتى بعد مرور أكثر من 80 عام.

انطلق جهاز التلفزيون الذي نعرفه ببث تلفزيوني لرئيس الولايات المتحدة فرانكلين روزفلت وهو يفتتح معرض نيويورك الدولي. وبسبب غرابة هذا الاختراع آنذاك، عرضت مؤسسة الإذاعة الأمريكية جهاز تلفزيون شفاف يوضح كافة أجزاء الجهاز وطريقة عمله حتى يقتنع الجمهور أنه اختراع حقيقي وليس مجرد خدعة.

في حين شكّل الأتوميوم أكثر عناصر إكسبو 1958 شهرة، إلا أن تأثير هذه التحفة الفنية التي تمثل وحدة خلية الحديد المكعبة مُكبرة 165 مليار مرة، لم يكن أكبر من التأثير الذي طال البنية التحتية في بروكسل والتي تم تنفيذها خلال تجهيزات المعرض. فقد شهدت العاصمة البلجيكية تطورا محوريا في البنية التحتية ما جعلها واحدة من أكثر العواصم الأوروبية تطورا.

استُلهم تصميم المبنى المميز في إكسبو 1962 "مسلة الفضاء" من الأجسام الفضائية الطائرة وجهاز تشغيل الاسطوانات الموسيقية القديمة. وقد أثر أسلوب تصميم المبنى في زيادة شعبية أسلوب الغوغي في التصميم المعماري. ويستلهم الغوغي تصميماته من عناصر مستقبلية ويعتمد على الفولاذ والزجاج والنيون.

ترك لنا إكسبو 1967 العديد من الموروثات المؤثرة ومن بينها تصميم المجمع السكني الذي يُدعى المحمية 67 والذي صممه الشهير موشيه سافدي باستخدام مكعبات لعبة الليغو. واشترى سافدي حينها كل قطع ومكعبات اللعبة المتوفرة في مونتريال بغرض إنشاء نموذج لوحدات المشروع السكني البالغ عددها 158 وحدة.

بعد عام واحد فقط من هبوط أبولو 11 على القمر، عرضت شركة الاتصالات إن تي تي "هاتف الأحلام" المستقبلي في إكسبو 1970. وكان الهاتف نموذجا أوليا لمحطة هاتف لاسلكية قادرة على إجراء مكالمات إلى أي موقع في اليابان. واليوم بعد مرور 52 عاما، نرى أن 65 في المئة من سكان العالم يمتلكون هاتفا محمولا.

كان إكسبو 1974 في سبوكان بواشنطن أول حدث عالمي يهتم بنشر الوعي البيئي، وهو ما مهد الطريق أمام الكثير من الفعاليات المشابهة. وقد حث المنظمون كل عارض على تناول مواضيع بيئية، وتألقت حينها شركة جنرال موتورز عبر عرض إكس بي-883 الذي شكَّل نموذجا أوليا للسيارات الهجينة الحديثة.

نجح إكسبو 1975 في رسم صورة تخيلية للمدن العائمة في المستقبل قبل 20 عاما على عرض فيلم "عالم الماء"، وذلك بفضل تصميم أُطلق عليه اسم مدينة "أكوابوليس"، وكان عبارة عن مدينة شبه مغمورة بالمياه تمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع. وتضمنت أكوابوليس أول المشاريع العالمية التي اختبرت عمليات إعادة تدوير مياه الصرف الصحي في العالم.

أبهر جناح الولايات المتحدة الأمريكية في معرض إكسبو 1982 الزوار عبر عرض أول شاشة تعمل باللمس في العالم تحت اسم "أكوتاتش"، في وقت كان فيه مستخدمو الحواسيب معتادين على لوحات المفاتيح المتصلة والملحقات السلكية الثقيلة فقط. وقد جرى تركيب هذه اللوحات على 33 شاشة. وأثارت هذه الشاشات دهشة المستخدمين الذين تمكنوا من التحكم بالحاسوب عبر الضغط واللمس وتمرير الأصابع فقط.

شهد معرض إكسبو لويزيانا في 1984 أول شخصية رمزية في تاريخ إكسبو الدولي، وكانت على شكل بجعة بيضاء كرتونية كبيرة تحمل اسم "سيمور دي فير". وبعد ذلك، شهد العالم الكثير من شخصيات إكسبو المميزة مثل الروبوت "إيرني" الذي كان شخصية إكسبو 1986 في فانكوفر، وشخصية "فودي" المكونة من الفواكه والخضراوات في إكسبو 2015 في ميلان.

احتفل إكسبو 1998 في لشبونة بمرور 500 عام على اكتشاف فاسكو دي غاما المسار البحري إلى الهند. ومهد الحدث الدولي الطريق نحو المستقبل عبر تسليط الضوء على برنامج بوليس الذي يركز على أسلوب حياة صديق للبيئة في 39 مدينة برتغالية.

صنعت علامة بي إم دبليو لإكسبو 2000 في هانوفر أسطولا من سياراتها التي تعمل على الهيدروجين بقوة 750 حصانا. وكانت هذه السيارات وسيلة النقل الرسمية لضيوف الحدث الدولي. وبالطبع لم تترك هذه السيارات أي أثر سلبي على البيئة بسبب اعتمادها على الوقود الخالي من المواد الملوثة.

كشف إكسبو 2005 الذي أقيم في مقاطعة آيشي اليابانية عن تجارب مذهلة مثل مسابقة السومو الكبرى، لكن الابتكار الذي خطف الأنظار حينها كان المسرح المزود بشاشة عرض ضخمة عالية الدقة والمعروفة باسم "شاشة أتش دي".

امتد موقع إكسبو 2010 شنغهاي على مساحة 5.23 كيلو متر مربع، ما يجعله أكبر إكسبو دولي على الإطلاق. وسجّل الحدث الدولي أعلى معدلات حضور على مدى قرنين من الزمن، إذ استقبل 73.5 مليون زائر.

استوحى مخطط إكسبو 2015 في ميلان تصمميه من مدن الحضارة الرومانية القديمة، حيث كانت الشوارع التي تربط الشرق بالغرب تُسمى "محور ديكومانوس" وتتقاطع مع الشوارع التي تربط الشمال بالجنوب وتُسمى "محور كاردو". وفي تصميم هذا المعرض الدولي بلغ طول "محور ديكومانوس" 1.5 كيلو متر، فيما بلغ طول "محور كاردو" 350 مترا. ولا تزال آثار هذا التصميم الروماني للشوارع حاضرة في برشلونة وفلورانس وبيروت، حيث كان الشارعان المتقاطعان يشكلان موقعا مثاليا للأسواق في أغلب الأحيان.